كتب حسن علي طه
غداة محاولة قتل سفير اسرائيل بلندن اجتاحت اسرائيل لبنان عام ٨٢ في عملية سمتها السلام للجليل.
ولسهولة التقدم الاسرائيلي اخذ وزير الدفاع انذاك ارييل شارون قرار منفردا باستمرار التقدم وصولا الى خلدة ومن ثم الى بيروت
بعد حصار دام ٦٨ يوما.
غادرت منظمة التحرير بيروت بضمان حماية المدنيين بشخص المبعوث الامريكي اللبناني فيليب حبيب .
انتخب بشير الجميل رئيسا للبنان
وصلت قوات متعددة الجنسية (المارينز الفرنسيين البريطانيين والطاليان)
المشهد حينها مرعب اسرائيل في ثاني عاصمة عربية والاطلسي معها وبشير الجميل اليميني المتطرف (صاحب مجازر السبت الاسود) رئيسا.
هذه الجحافل تدل على ان شي ما كان يحضر للمنطقة باسرها .
فجأة تغير كل شي واشرقت الشمس من مغربها.
١٤ ايلول ١٩٨٢ قتل بشير الجميل
بعد بايام حصلت مجازر صبرا وشاتيلا المنزوعة السلاح ولم تنفعها ضمانة فيليب حبيب اللبناني الأصيل.
١١ ت٢ ١٩٨٢ تفجير مقر الحاكم العسكري في صور والحصيلة يوم اسود لتل ابيب ب ١٠٠ قتيل بين ضابط وعسكري
٢٣ -ت١ -٨٣ تم تدمير مقر المارينز ٢٤١ قتيل
ومقر المظليين الفرنسيين ٦٧ قتل .
وانقلب المشهد راسا على عقب
استطاعت المقاومة الوطنية والإسلامية الاستفادة من ضعف السلطة المركزية لتشكيل قوى مقاومة بمساعدة الخارج من نظام الاسد الى الحرس الثوري الايراني .
والضعف الدولة نفسه كان قد ساعد وساهم ليصبح ياسر عرفات الرقم الصعب في لبنان
هذا عن بيروت ٨٢ - ٨٣ فماذا عن سوريا ٢٠٢٥
وصل احمد الشرع الى الحكم على الدرجات النارية بعد حرب طاحنة استمرت ١٢ عاما شاركت فيها ٨٣ دولة صمد الاسد بمساعدة قلة من الحلفاء
وصل الشرع باتفاق تركي اسرائيل وغطاء امريكي وغض نظر روسي
فما الذي حصل بعدها
تقدمت اسرائيل بالجنوب السوري حتى دون الى اعتراض رسمي سوري
دمرت اسرائيل كل مكامن قوة الدولة السورية
اغتالت اسرائيل العديد من القادة والعلماء في فترات منع التجوال الذي كان يصدرها الجولاني
مجازر بحق العلويين على الساحل السوري
مجازر بحق الدروز في الجنوب السوري
والاخيرة كان هدفها جعل الدروز يلجؤون للحماية الاسرائيلية من خلال إقامة كانتون درزي حتى من كان غير متقبل الفكرة بعد ما حصل لم تعد خيارا بل اصبحت ضرورة لديه.
احمد الجولاني الاتي من تنظيم القاعدة المتهمة بتفجيرات نيويورك ٢٠٠١
التقى الرئيس الامريكي ترامب وفتح قنوات اتصال مع العدو الاسرائيلي .
وبالرغم من فرحة حركة حماس بوصول الجولاني للحكم وتهئته لارتدائه شخص رئيس جمهورية سوريا لم يبادر احمد الجولاني حتى ولو إدانة لمجازر القتل والابادة الجماعية في غزة.
اصبح واضحا ان للجولاني وظيفة تبدأ بتقسيم سوريا ولا تنتهي بالتطبيع مع العدو الاسرائيلي
فمن سيكون احمد الجولاني.
هل يكون انور السادات مقتولا بعد توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل ليكون وريثه من بعده كما ورث حسني مبارك كمب ديفيد من السادات.
ام سيكون كبشير الجميل مقتولا قبل اي اتفاق
لتصبح سوريا ساحة تقاتل لكل القوميات والاعراق تستفيد منها قوى وطنية لتشكيل حركة مقاومة في وجه اسرائيل على غرار ما حصل في لبنان ثمانيات القرن الماضي.
حتى ذلك الحين فان الايام والاسابيع المقبلة ستكون حبلى بالكثير من الاحداث التي يصعب توقع نتائجها سيما اذا ما فقدت السيطرة عليها كما هو حاصل في معارك السويداء